خلقنا الله عز وجل الخلق بسمة الإبداع
والإبتكار، فمنا من استطاع تنمية تلك السمة ومنا من أهملها ولم يهتم بها،
كلنا بدون إستثناء خلقنا الله بتلك القدرة العجيبة على صنع الأشياء
وإبتكارها، مهما أختلفت أشكالها أو طرقها كالإختراعات التقنية أو الشِعر أو
الرسم فربما تختلف مجالات الإبداع ولكن يبقى الإبداع هو الوقود لتلك
المجالات، الخيال وشغف التعلم والممارسة والتطبيق كل هذه أشياء قد تجعلك
مبدعاً فى حياتك، فى عملك أو مع تعاملك مع أبنائك أو أصدقائك.
القاعدة الأساسية للإبداع هى الإختلاف
وكسر القوانين، والإهتمام بالأفكار منذ ولادتها وحتى تصبح حقيقة ملموسة فى
هذا العالم، إذا أردت أن تصبح مبدعاً فلما لا تجرب هذه العشر طرق البسيطة
لتبدأ الإبداع والتغيير فى حياتك.
1- أبدأ بصنع الأشياء: مهما كانت الجودة أو الكمية
أبدأ بعملك الآن لا تهتم إن كان سيخرج
بشكل سيئ فالمهم أن تبدأ أولاً، إذا كنت تريد أن تكتب مقالاً أو تقوم بعمل
كود برنامج أو تصنع جهازاً أو مهما كان ما تريد أن تقوم به فأبدأ به الآن،
إنتظارك للحظة المثالية والفكرة المثالية والعمل المثالى هو أول الأشياء
التى يجب أن تتخلى عنها، الإنتظار هو العقبة الأولى لإبداعك؛ لأنك إذا
انتظرت للحظة المثالية لعمل ما فببساطة ستنتظر للأبد، لأن ما يجب أن تقوم
به هو أن تصنع أنت بنفسك تلك اللحظة والفكرة والعمل الذى تحلم به، أبدأ
بعمل السيئ ثم قم بالتقييم والتعديل فى كل مرة لتحصل فى النهاية على ما
تريد.
2- حدد وقتاً لإبداعك
قد تكون منشغلاً بأى شيئ وتريد أن تعمل
على مشروع شخصى أو فكرة تريد تطبيقها ولكنك لا تجد وقتاً، ربما تقوم بتأجيل
تلك المشاريع والأفكار لوقت لاحق لك، هل فكرت فى تخصيص بعض الوقت الذى
تنجز فيه القليل كل يوم، يعرف هذا المبدأ بمبدأ كايزن وهو التركيز على عمل
الأشياء الصغيرة ولكن بطريقة مستديمة لتجد بعد فترة من الوقت أنك أنجزت
شيئاً عظيما وكما قال النبى صلى الله عليه وسلم “أحب الأعمال إلى الله
أدومها وإن قل”، لذا دعك من عذر الوقت وخصص وقتاً ضئيلاً لتنجز فيه إبداعك
كل يوم.
3- حان وقت اللعب
أثبتت الألعاب قدرتها على تنمية الأفكار
الإبداعية عن طريق تحفيزها لأجزاء دماغية فى عقلك وتنشيط عملية التخيل
كذلك، لذا فلا تبخل على نفسك ببعض المرح واللعب قليلاً، إذا أردت صناعة أى
شيئ بمنزلك قم أنت بفكه وتركيبه ما لم يكن خطراً، اصنع ألعاباً بيدك، شارك
أطفالك ألعابهم وامرح قليلاً.
4- أسأل كثيراً، اسأل عن كل شيئ
أسأل جميع الأسئلة التى تخطر على بالك عن
أى موضوع تبحث عنه (من- ماذا – كيف – متى – أين…)، بالأسئلة ستجمع أكبر قدر
من المعلومات التى قد تحتاجها فيما بعد، فالمعلومات هى التربة الخصبة
لتنمى بها إبداعك وعملك، لا تدع شيئ للتخمين أو الصدفة وأجمع أكبر قدر من
المعلومات.
5- ثق بحدسك
إبداعك يعتمد على حدسك وبديهتك، قم بعمل
ما يخطر على بالك وتشعر بالراحة تجاهه، هناك مقولة لأينشتين ” العقل
البديهى هو الهدية المقدسة والعقل الواعى هو الخادم، نحن صنعنا مجتمعات
تعتز بالخادم ونسيت الهدية”، اقض بعض الوقت لتتبع حدسك وتعرف ما يخبرك به.
6- ضع نفسك بمأزق واعمل بداخله
لا تأخذ هذه النصيحة حرفياً ولكن أكثر ما
يجعلك مبدعاً هى الضغوطات، فكم مرة قمت بإبتكار فكرة لتنهى كتاباً أو اثنين
ليلة الإمتحان – الإبداع فينا بس ربنا هادينا
– جرب أن تضع لنفسك بعض الحدود وتضيق على نفسك وستجد نفسك مليئاً
بالإبداع والإنجاز، أو تقوم بعمل العكس بأن تطمح لشيئاً أكبر من إمكانياتك
وتعمل على هذا الأساس بكل ما أوتيت من طاقة لتجد نفسك فى النهاية وصلت لشيئ
مقارب لما كنت تطمح إليه.

7- اذهب لأماكن تصبح فيها أكثر إبداعاً
غالباً تأتى الأفكار الإبداعية من عقلك
الباطن فى حين يكون مشغولاً عقلك الواعى بأنشطة روتينية لا تحتاج لتفكير
كالتمشية أو جلوسك على القهوة أو عند قيادتك للسيارة، تذكر آخر فكرة
إبداعية أتتك أين وأذهب لهذا المكان.
8- ارسم شيئاً ثم أكتب عنه
عندما ترسم فإن الجانب الأيمن من المخ يصبح أكثر نشاطاً، وهو الجانب المسئول عن عملية التخيل والإبداع، ليس بالضرورة أن تكون رساماً محترفاً فقط قم برسم أى شيئ ثم أكتب عنه وقم بوصفه واعرف لماذا رسمته.9- كافح وأعمل بجد
الإبداع يأتى بعد عمل شاق ومضنى على مشروع
ما، أعمل على مشروعك كل يوم وبجد، وبعد إنتهائك من المشروع سيأتى الإبداع
فى أوقات الراحة أو عند قيامك بشيئ آخر، العمل الجاد ضرورة لكل إنسان ولكنه
بعد التعب تأتى الراحة مصحوبة بأفكار خلاقة لعملك وحياتك كذلك.
10- قم بعمل الكثير من الخرائط الذهنية
الخرائط الذهنية ليس شيئاً لتتعلمه بل
شيئاً تصنعه، أى معرفة قد أكتسبتها حاول أن تربطها بمعرفة سابقة عندها
سيصبح عقلك شبكة من المعلومات المترابطة عند إحتياجك لمعلومة ما ستفد إليك
بكل شيئ يتعلق بهذه المعلومة، كلما كانت الروابط قوية بين المعلومات كلما
أصبحت مبدعاً.
هذه بعض الأفكار الجيدة التى قد تبدأ بها
الآن ولكن القاعدة الأساسية هى إعتمادك على مخيلتك ومعرفة سر إبداعك
الشخصى، والآن لنجرب شيئاً جميلاً؛ لما لا تخبرونا بأفكار أخرى - أفكاراً
خارج الصندوق - تساعدكم على الإبداع والإنجاز فى حياتكم اليومية.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق